احتدم صدام بين سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر والدكتور محمد عبدالسلام مستشار شيخ الأزهر ومقرر لجنة المقومات الأساسية بلجنة الخمسين لتعديل الدستور بسبب ما ادعاه الهلالي من أن الدكتور محمد عبدالسلام يخضع لاملاءات حزب النور السلفي.
وقال الهلالي أنه أبلغ عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور أن
الدكتور محمد عبد السلام يستقوي بشيخ اﻷزهر، وأنه يؤثر على باقي أعضاء
اللجنة بحجة أن آراءه تمثل شيخ اﻷزهر، بهدف تمرير عدد من المواد في
الدستور، ستؤدي إلى نتائج كارثية على الحياة الدستورية والقانونية بشكل
عام. وقال "أبلغته (موسى) أني ممتنع عن حضور اجتماعات الخمسين لحين تصحيح
الوضع".
جاء هذا على هامش النقاش الدائر داخل اللجنة حول المادة الأولى من الدستور المصري حيث أراد الهلالي النص على مدنية الدولة في الدستور وهو ما رفضه مستشار شيخ الأزهر محمد عبدالسلام, لأن مصر دولة إسلامية بالأساس وليس هناك في التاريخ الإسلامي ما حدث في أوروبا من صراع بين ما سمي بالدولة الدينية والدولة المدنية , فالإسلام لا يعرف أصلاً الدولة المدنية الثيوقراطية.
وقد ادعى الهلالي أن هذا الرأي اتخذه الدكتور محمد عبدالسلام من وحي عقله وليس رأياً للأزهر.
والسبب الآخر للصدام بين ممثل الأزهر والهلالي هو ما أثير حول المادة الرابعة المتعلق بالأزهر, حيث يقف الهلالي موقفاً رافضاً لاستقلالية الأزهر زاعماً أن ذلك يؤدي بمصر لأن تكون دولة دينية ويرسخ لولاية الفقيه على حد زعمه, فقد رفض الهلالي مقترح عبدالسلام مستشار الأزهر بتضمين المادة الرابعة لنص "الأزهر مستقل في جميع شئونه".
والأنكى من ذلك أن الهلالي يرفض النص الموجود بالمادة الرابعة والذي يقول: "ويؤخذ رأي هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فى الشئون المتعلقة بالشريعة الإسلامية", مدعياً أن ذلك يجعل الأزهر دولة داخل الدولة.
وتنص المادة 4 من دستور 2012 المعطل على أن "الأزهر الشريف هيئة إسلامية مستقلة جامعة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه، ويتولى نشر الدعوة الإسلامية وعلوم الدين واللغة العربية فى مصر والعالم. ويؤخذ رأي هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فى الشئون المتعلقة بالشريعة الإسلامية".
وقد أشتهر الهلالي بفتاويه الشاذة التي رفضها جميع من له بصيص من علم بالشريعة الإسلامية, والتي استدعى بعضها توبيخ شيخ الأزهر له, مثل فتواه على احدى الفضائيات القائلة بـ "إباحة الخمر"، قائلاً إن "البيرة المصنوعة من الشعير، والخمر المصنوع من التمر، والنبيذ من غير العنب، فإنه يحرُم الكثير المسكر منه، أما القليل الذى لا يسكر فإن تناوله حلال، طالما أنه لا يسبب حالة من السكر وذهاب أو غياب العقل"
تلك الفتوى دفعت الدكتور طه ريان عضو هيئة كبار العلماء إلى تقديم شكوى إلى شيخ الأزهر ضد الهلالي وفتواه التي ستؤثر سلباً على المجتمع المصري بأسره, ولذلك استدعاه شيخ الأزهر إلى مكتبه ووبخه توبيخاً شديداً قائلاً له: "هناك فرق بين فقه التيسير -في الشريعة- المبني على اليُسْر ورفع الحرج، والمنضبط بضوابط المعقول والمنقول، وبين منهج المبالغة والغلو في التساهل والتيسير واتباع الرخص وشواذ الآراء". وأضاف "فلا ينبغي للمفتي – تحت ضغط الواقع – أن يضحي بالثوابت والمسلمات، أو يتنازل عن الأصول والقطعيات بالتماس التخريجات والتأويلات التي لا تشهد لها أصول الشريعة ومقاصدها".
____________________________
الهلالي, أحمد الطيب, شيخ الأزهر, لجنة الخمسين, عمرو موسى, حزب النور, خلاف بين الهلالي ومستشار شيخ الأزهر بسبب حزب النور السلفي
ليست هناك تعليقات:
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المدونة ولا نتحمل أي مسئولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسئولية النشر)